السلطنة العُمانية تملك عدداً كبيراً من المحافظات ،و كل محافظة يتبعها عدداً من الولايات ،و القرى ،و من أبرز القرى الموجودة بمحافظة مسندم العُمانية قرية كمزار التي تمتاز بطبيعتها الساحرة ،و هي أيضاً قرية لها اسم أثار جدلاً كبيراً ،و ستوضح السطور التالية لهذه المقالة كل ما يخص هذه القرية ،و حقيقة تسميتها بهذا الاسم .
أولاً نبذة عن قرية كمزار .. قرية كمزار قرية عُمانية صغيرة موجودة بأقصى شمال رؤس الجبال يسكن هذه القرية الكمازرة الذين ينتمون لقبيلة الشحوح ،و هي من أشهر القبائل العربية .
موقع قرية كمزار .. تتبع هذه القرية ولاية خصب احدى ولايات محافظة مسندم العُمانية ،و التي تشتهر بكونها أشهر المقاصد السياحية العُمانية التي يقصدها السياح من مختلف أنحاء العالم للأستمتاع بطبيعتها الساحرة ،و تقع كمزار تحديداً في الجزء الشمالي من سلطنة عُمان ،و تقترب من منطقة الجيوسياسي ،و هذه المنطقة تقع على مضيق هرمز ،و عُرف عن تلك المضيق أنه رمزاً لصراع من الممكن أن يدور بين الولايات المتحدة الأمريكية ،و إيران .
النواحي الجُغرافية لقرية كمزار ،و تأثيرها على السكان .. قرية كمزار تتخذ موقعاً بعيداً بشمال عُمان يكثر بالقرية الجبال ،و البحار لذلك يشعر أغلب سكانها بالضيق ،و يقل عددهم فلا يسكنها سوى ثلاثة آلاف نسمة فقط ،و أغلبهم من أهل السنة ،و الجماعة ،و بني هؤلاء السكان بيوتهم بشكل متقابل على جانبي الوادي الذي ينحدر من الجبل متجهاً ناحية البحر برأس مسندم و يضطر سكان القرية صيفاً إلى الذهاب لولاية خصب ،و ذلك لأنه موسم القيظ ،و كانت الطبيعة الخلابة قد فرضت سحرها على سكان قرية كمزار فبالرغم من أن بناء بيوتهم بطرق غير معتادة ،و عدم وجود فرصة للتوسع السكاني الأفقي إلا بالبناء فوق الجبال أو القيام بردم جزءاً من البحار جميعهم فضلوا البقاء بالقرية يتحدون الطبيعة ،و ما فرضته عليهم ،و لا يفارقون الجبل ،و البحر ونجد ذلك جلياً حيث توافر الطوافات التي توفر للسكان فرصة الأنتقال عبر الجو ،و لكنهم اختاروا البحر طريقاً لهم ليسهل عليهم الذهاب لولاية خصب والأتصال بمحافظة مسندم ،و باقي الأماكن الموجودة بها .
طبيعة قرية كمزار العُمانية .. تتمتع قرية كمزار بطبيعتها ،و بُعدها عن الضوضاء ففيها يلتقي الجبل بالساحل ،و تجمع بين صفاء المياه الزرقاء ،و الجبال الصلبة الشامخة فيجد من يزورها نفسه أمام رقة البيئة الساحلية ،و صلابة البيئة الجبلية .
حرف ،و عادات أهل القرية .. أغلب سكان القرية يعتمدون على الصيد كحرفة أساسية لهم ،و يتمسكون بالعادات ،و التقاليد العربية الأصيلة ،و هي نفسها عادات جدودهم ،و آبائهم ،و ستظل عادات أبنائهم وتتوارثها الأجيال على مر السنين .
اللغة ،و الديانة .. يعتنق سكان القرية الديانة الأسلامية ،و يمتازون بالسماحة ،و البساطة ،و حُسن الخلق ،و لكن لهم لغتهم الخاصة ،و هي اللغة الكمازرية التي أثارت دهشة الخبراء ،و العلماء كونها تجمع بين العديد من اللغات من مختلف أنحاء العالم اللغة الفارسية ،و اللغة الهندية واللغة العربية ،و اللغة الأنجليزية ،و اللغة البلوشية ،و لكن جميعهم أكدوا أن التنوع يعود إلى تعدد السكان التي أقبلت على السكن في هذه القرية على مر السنين .
أشهر عُلماء القرية .. كمزار قرية بسيطة وعدد سكانها قليل ،و لكنها تضم نخبة من الشيوخ العرب أصحاب العلم الوفير أبرزهم الشيخ عبد الواحد الزرافي ،و الشيخ محمد بن صالح المنتفقي .
ثانياً تسمية كمزار بهذا الاسم .. اختلفت الآراء حول تسمية القرية بهذا الأسم ،و لكن هناك رأيان شائعان
الأول للمسعودي .. الذي أشار في كتابه مروج الذهب حول تفصيل الأسم كم زار هذه البلد من بشر ..؟ ،و أوضح أن بطرح هذا السؤال البسيط ستجد نفسك أمام المعني الأقرب لأسم البلد .
الثاني ياقوت الحموي .. عرفها ياقوت الحموي في معجم البلدان أن كلمة كمزار و التي تتكون من الحروف التالية بالضم ثم السكون وزاي بعد ثم بعد الألف راء تُعرف بأنها البليدة الصغيرة التابعة للنواحي العُمانية الكائنة على سواحل البحر بوادي يقع بين جبلين تجري به عيون عذية .
رأي آخر حول التسمية ،و لكن يرفضه أهل القرية .. تقول رواية أن كمزار أسم مركب يُعود لملابس أهل القرية الذين سكنوها قديماً و كان يرتدون قبة برأسهم ،و إزرار يغطي جسدهم ،و كان يطلق على ذلك كمه ووزار ،و أهل القرية قد رفضوا هذه الرواية و أشاروا أنها خالية من الحقيقة تماماً .