انتشرت بالفترة الأخيرة حالات الاختطاف لمواطنين خليجيين في الدول العربية ، وغالبا ما يكون الدافع مادي وأحيانا يكون له أبعاد أكثر من كونه مادي ، فقد يكون سبب الاختطاف سياسي أو مذهبي يستخدم كنوع من الضغط على الحكومات أو بهدف الانتقام ، وخاصة في البلدان التي أصبحت تعاني من انفلات أمني في الأونة الأخيرة مثل مصر ولبنان .
والكويت تعد من أكثر البلدان الخليجية التي تعاني من حالات الاختطاف في الدول العربية ، حيث يذهب مواطنيها بهدف السياحة والاستجمام فيجدون أنفسهم رهائن لمجموعات مسلحة وإجرامية يطالبون بفدية مالية أو يسرقون ما في جعبتهم من أموال أو ينتقمون لأسباب سياسية أو مذهبية ، فقصص الاختطاف باتت وسيلة رخيصة وشائعة في أيامنا الأخيرة .
وقعت بالأمس الأحد الموافق 17/1/2016 حادثة اختطاف لمواطن كويتي يدعى محسن براك العجمي في لبنان على أيدي مجهولين مسلحين ، ولم تكن هذه الواقعة هي الأولى لمواطنين كويتيين عانوا من عمليات الاختطاف والابتزاز ، فهذه الواقعة تذكرنا بحادثة اختطاف المواطنة الكويتية ووالدتها السعودية اللتان تعرضتا إلى عملية اختطاف في مصر على يد سائقهما الذي غدر بهما من أجل المال وقام بقتلهما بعد اختطافهما ، وحادثة أخرى وقعت في لبنان تشبه حادثة اختطاف المواطن الكويتي محسن العجمي ، حيث تعرض مواطن آخر يدعى عصام الحوطي لعملية اختطاف وابتزاز للحصول على فدية مقابل فك سراحه ، وقد تعاملت السلطات الكويتية واللبنانية مع الوضع وتم إنقاذه دون أن يضطر إلى دفع الفدية ، حيث تم إلقاء القبض على الخاطفين .. في قصتنا لليوم تفاصيل مشابهة لهذه الحالة حيث وقعت في لبنان وفي نفس المنطقة ، فلنتعرف على كافة تفاصيل عملية اختطاف المواطن محسن براك العجمي في مقالنا أدناه .تفاصيل اختطاف الكويتي محسن العجمي في لبنان :
محسن براك العجمي ، مواطن كويتي يبلغ من العمر الثامنة والأربعين عاما ، كان يعمل عميد في الدفاع المدني الكويتي ، وبعد تقاعده ذهب للعيش في لبنان مع زوجته اللبنانية وبناته الثلاث في منزل استأجره بسهل قب الياس منذ أربع سنوات .
تعرض المواطن محسن العجمي إلى عملية اختطاف ، على يد مجموعة من المسلحين الملثمين في لبنان ، حيث قاموا باقتحام مزرعته الواقعة في منطقة قب الياس بالبقاع الأوسط (قضاء زحلة) ، وأبلغوه في البداية بأنهم رجال أمن ويبحثون عن سلاح ، ثم قاموا باحتجازه مع حارس المزرعة وبعدها أطلقوا النار على الحارس في قدمه اليمنى ونقلوا المواطن محسن العجمي عبر سيارة مرسيدس 230 ميني غواصة ، إلى جهة غير معلومة بعد أن قاموا بتفتيش منزل المختطف الكويتي الكائن في المزرعة .
وبحسب رواية حارس المزرعة الذي تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج إثر إطلاق النار على قدمه ، فإن الخاطفين سالوا المواطن الكويتي عن عمله وعند إجابته بأنه عميد متقاعد ، نعتوه بالكذب وقالوا له ” أنت تكذب ، أنت تعمل مع المخابرات الكويتية ” ثم أقدموا على تفتيش المنزل وطلبوا من الحارس أرقام هواتف معارف المواطن الكويتي فأخبرهم بأن يده تؤلمه من رباط النايلون الذي ربطوه فيه فقالوا له ” سنريحك أما معلمك ” ثم أطلقوا النار وأغمي عليه ، وأخذوا هاتفه الجوال حتى لا يقوم بالاتصال بالشرطة ، ثم لاذوا بالفرار ومعهم المواطن العجمي .
مطلوب فدية :
ذكرت مصادر لإحدى الصحف المحلية الكويتية بأن الخاطفين قد طالبوا من المواطن العجمي دفع فدية مقابل تركه وشأنه ، كما تذكر ذات المصادر بأنهم وصلوا إلى المزرعة بعد عودة محسن العجمي حيث كانوا يراقبوه مسبقا ، وقد بقوا في المزرعة من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الواحدة وخمس وأربعون دقيقة عصرا ، وهذا ما يدل على أنه كان هناك مفاوضات بينهم وبين العجمي حول دفع الفدية .السلطات اللبنانية :
فور اكتشاف عملية اختطاف المواطن محسن العجمي ، باشرت السلطات الأمنية اللبنانية عملها فورا في البحث والتحري عن ملابسات القضية ، وجاري تحليل كاميرات المراقبة الواقعة على طريق قب الياس المؤدي إلى مزرعة محسن العجمي ، وقد عقد اجتماع عاجل بين السلطات الأمنية اللبنانية والسفارة الكويتية حول هذا الشأن .
السفارة الكويتية :
تتابع السفارة الكويتية في لبنان آخر التطورات والملابسات حوث الواقعة ، معربين عن ثقتهم الكبيرة في السلطات اللبنانية حول الكشف عن الخاطفين واسترجاع المواطن محسن العجمي ، وقد أكد السفير الكويتي في لبنان عبدالعال القناعي بأن السفارة على تواصل مع أجهزة الأمن اللبنانية للعمل على إطلاق سراح العجمي في أقرب وقت وضمان عودته سالما إلى وطنه .