قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون كان لها اهتمام كبير جدا في القرآن الكريم ، وذلك لما تحتويه على عبر ومنعطفات هامة، حيث جاءت قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون في العديد من السور القرآنية، حيث ذكرت السور العديد من المراحل الهامة والرئيسية في قصة سيدنا موسى منها قصة ميلاد سيدنا موسى وخروجه من مصر وقصته في مدينة مدين وبعثته والعذاب الذي أنزله الله على قوم فرعون ، وقصة سيدنا موسى مع فرعون وقصته مع السحرة ، كما ذكر في القرآن الكريم قصة قارون وقصة إيمان آل فرعون وعبور البحر بعد شقه وغرق فرعون هو وجنده ، وأيضا ذكرت أحداث عبادة العجل ،و قصة موسى والخضر وغير ذلك من القصص التي تحتوي على العبر والأحداث المفيدة للإنسان .
قصة نجاة موسى عليه السلام وغرق فرعون :
_ كان سيدنا موسى عليه السلام عائدا إلى مصر بعد أن بعثه الله تعالى ، عندما وصل إلى الوادي المقدس طوى ناداه الله تعالى : (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى، وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى)
– فحمل رسالة من الله تعالى إلى الطاغية فرعون مصر كما أرسل معه اخيه هارون حيث قال الله تعالى: (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ).
– بعد وصول سيدنا موسى عليه السلام وأخيه هارون إلى فرعون وهم يحملان الرسائل والمعجزات ، وهي العصا التي تتحول إلى أفعى حقيقية تسعى وتدور أمامه ، وعرضوها على فرعون ووضع سيدنا موسى يده في جناحه فخرجت بيضاء بدون أي سوء أو ضرر .
– ولكن فرعون رفض أن يؤمن بالله رغم هذه المعجزات والبراهين واستكبر وقام بجمع السحرة إلى سيدنا موسى عليه السلام فانتصر كليم الله على السحره وآمنوا به كلهم بعد أن شاهدوا بأعينهم العصا وهي تتحول إلى أفعى حقيقية وليست سحر أو أوهام مثل الذي يصنعونها بالخداع .
– بعد العديد من الأحداث والتكذيب سلط الله تعالى على فرعون وقومه العديد من العذاب والعقوبات الشديدة نتيجة أفعالهم في بنو اسرائيل وظلمهم الشديد لسيدنا موسى للذي لا يستطيع أحد تحمله، ولكنهم لم يتراجعوا واستمروا في ظلمهم .
– وبسبب شدة الظلم والعذاب الذي لا يمكن أن تتحمله الجبال أمر الله تعالى سيدنا موسى وقومه الذين آمنوا به بالخروج من مصر ، فقام فرعون وجنوده باتباعهم من أجل قتلهم والتخلص منهم إلى الأبد .
_ عند وصول سيدنا موسى وقومه إلى البحر اصبحوا محاصرين بين فرعون وجنوده والبحر ، فأمر الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام أن يضرب البحر بعصاه فانقسم البحر إلى جزأين كبيرين بينهما ممرا آمن بين الفلقتين وكانت هذه من المعجزات الكبرى لسيدنا موسى .
– عبر سيدنا موسى وقومه البحر بأمان وبعد خروج آخر فرد من قوم سيدنا موسى من البحر بأمان، كان فرعون وجنوده في منتصف الممر فأمر الله تعالى البحر أن يرجع إلى حالته الأولى وغرق فرعون وجنوده وانتهوا إلى الأبد ونجا سيدنا موسى عليه السلام وقومه، ولكن ابقا الله جسد فرعون ليكون عبرة وآية لمن لا يخشى الله .