إنجازات الدولة الأموية
لقد إهتم الأمويون بالعلوم وانتشرت مراكز الحياة العلمية في مكة و المدينة و البصرة و الكوفة و دمشق و الإسكندرية و الفسطاط وكثير من المدن في العصر الأموى فمثلا في مكة و المدينة برزت علوم القرآن ومنها علم النحو الذى وضع قواعده أبو الأسود الدؤلى ثم سار على دربه في البصرة كل من يحيى بن يعمر النحوى و الخليل بن أحمد الفراهيدى ، وكان تدوين الحديث الشريف على أيدى علماء شرفاء مثل مالك بن أنس و محمد بن مسلم بن شهاب الزهرى الذين أخذوا الأحاديث عن أبى سعيد الخدرى و أبى هريرة وغيرهم من الصحابة الأجلاء ورواة الحديث الثقات.
وتناول الكثير من العلماء الأمويين آيات القرآن الكريم بالتفسير واشتهر منهم عبد الله بن عباس و سعيد بن جبير و مجاهد بن جبير و عكرمة بن عبد الله و طاووس بن كيسان و عطاء بن أبى رباح و محمد بن كعب القرظى وتبعهم عامر الشعبى و الحسن البصرى و قتادة السدوسى و سفيان بن عيينة.
واهتم الأمويون أيضاً بالعلوم الدنيوية فقام علم التاريخ على يد وهب بن منبه و عروة بن الزبير بن العوام و محمد بن شهاب الزهرى وغيرهم .
ونشأت الكيمياء بمفهومها العلمى والتطبيقى البعيد عن الخرافات و السحر. وكان الدور الأكبر في ذلك للأمير الأموى خالد بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان وبرزت من المدن في علم الكيمياء الإسكندرية و جنديسابور.
وإضافة لذلك نمت الترجمة في دمشق و الإسكندرية واشتهر من المترجمين المسلمين في ذلك العصر حسان بن أبى سنان الذى كان يكتب بالعربية و الفارسية و السريانية. وعموماً كان النظام التعليمى في العصر الأموى منحصراً في حلقات المساجد التى اشتهرت منها حلقات كل من عبد الله بن عباس في مكة و ربيعة الرأى في المدينة و الحسن البصرى في البصرة.