سورة ” الفيل” هي السورة التي ذكر فيها قصة أصحاب الفيل الموجودة في الجزء الثلاثون من القرآن الكريم، ويحفظها الكثير من الأطفال ، ولكنهم لا يعرفون قصة اصحاب الفيل ومدى قدرة الله تعالى على الانتقام من الكافرين الظالمين .
سورة الفيل
” بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ” { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) } ” صدق الله العظيم “.
قصة اصحاب الفيل
كان يوجد حاكم ظالم وكاف في اليمن ويطلق عليه ابرهة الاشرم ، كان ابرهة له قوة ونفوذ كبير ، وقام بتجهيز جيش كبير جدا مكون من الفيلة ، في أحد الأيام لاحظ ابرهة أن عناك عدد كبير من الناس يسافرون الى بلاد بعيدة . كل هؤلاء الناس يقومون بالإستعداد والتجهيز للسفر.
سأل ابرهة وزيره عن سبب سفرهم ، وأجابه أنهم يسافرون إلى مكة في الجزيرة العربية ، فتعجب أبرهة وسأل الوزير عن سبب سفرهم إلى هناك بكل هذه الأعداد الكبيرة ، وفي هذه الفترة تحديدا ،
فأوضح له الوزير أن هذا وقت الحج ، حيث يذهب الذين يؤمنون بالله حتى يطوفوا حول الكعبة ويحجون الى بيت الله الحرام .
وأضاف الوزير أن سيدنا إبراهيم عليه السلام هو من قام ببناء الكعبة ، عندما جاء إلى الناس ليدعوهم الى التوحيد بالله ، غضب ابرهة ، وسال الوزير هل يذهبون فقط لكي يطوفوا بالكعبة ؟ فأجابه أنهم يؤدون فريضة الحج ويبيعون الأغراض التي أخذوها من بلدهم يتاجروا بها ، يشترون بعض الأعراض أيضا .
تعجب ابرهة من هذا الكلام وقال لوزيره : يتاجرون ويحجون ؟ هذا معناه أن المكان المسمى بمكة له كثير من الأهمية، فهناك تجارة وأماكن مقدسة، أليس كذلك أيها الوزير ؟ فأجابه الوزير : نعم يا سيدي الملك إنها كذلك.
تفكير ابرهه في بناء كنيسة بدل الكعبة الشريفة
فكر أبرهة في تأثير الكعبة الذي جعل أعداد كبيرة من الناس يأتون إليها لزيارتها ، والأثر الكبير لها في عمليات التجارة والبيع والشراء ، ما يزيد من ازدهار البلد ، ففكر كثير وقال لنفسه إذا قمت ببناء بيت ضخم وكبير يشبه البيت الموجود في مكة ، وقمت بدعوة الناس لزيارته ، فإن مملكتي سوف تزدهر وتصبح مركزا ضخما للتجارة ، وتزداد بها الأموال التي سوف تنهمر من كل مكان في العالم.
بعد ذلك طلب أبرهة من وزيره أن يحضر له شخص خبير في بناء الكنائس الفخمة والقصور والمعابد ، أطاعه الوزير وقام باحضار احد اكبر من يعملون في البناء ، وله خبرة كبيرة في فن العمارة والتشييد .
عندما جاء الرجل إلى الملك قال للملك أمرك يا سيدي الملك، فرد عليه أبرهة وطلب منه أن يقوم ببناء كنيسة لا يوجد مثلها في الدنيا، وأن يقوم بتزيينها بالفضة والذهب حتى تبهر من ينظر إليها، وخاصةً من العرب.
تعجب الوزير كثيرا من أمر الملك وسأله عن سبب ذكر العرب ورغبته في جذبهم إليه، فرد عليه الملك وقال : أريدهم أن يأتوا لتلك الكنيسة التي سوف توجد في المملكة حتى يحجوا ويتاجرون و ولا يذهبون إلى مكة، وقام العمال بالفعل ببناء هذه الكنيسة بالفعل بمنتهى النشاط والاجتهاد والجد ، بعد ذلك انتهى العمال من بناء الكنيسة في فترة قصيرة .
ثم ذهب الوزير إلى الملك وأخبره بالانتهاء من بناء الكنيسة وقال له يا مولاي قد إنتهى العمال من بناء ما طلبت، فأصبحت الكنيسة تُبهر من ينظر إليها، فرد عليه الملك وقال له انه يجب عليه الآن أن يرسل إلى كل شيوخ القبائل والأمراء والناس دعوات ليقوموا بالحج هذا العام إلى الكنيسى ، لكن هذا الحج لا يكون إلا مرة واحدة في العام.
اطاعه الوزير وقام بالفعل بإرسال الدعوات إلى الأمراء والشيوخ ليدعوهم إلى الحج هذا العام إلى الكنيسة، ومرت الشهور ، وعندما جاء الوقت الذي خصصه أبرهة أن يأتي الناس لكي يحجون إلى كنيسته ، لكن لم يأتي أحد، وعندما طلب أبرهة الوزير وسأله عن عدد الناس الذين أتوا لزيارة كنيسته ، صدم من اجابة الوزير انه لم يأتي أحد لزيارة الكنيسة غضب كثيرا . أمر الملك وزيره بإحضار جيش كبير من الفيلة لا يقدر عليه أحد ، واخذه ليخرج إلى مكة ، قابله أحد اشراف مكة ونصحه بعدم فعل ذلك ، ولكنه لم يقتنع بكلامه واستمر في عنده وطغيانه .
ذهب أبرهة على أطراف مكة وقبل ان يصل إليها مر بعدة معارك وكسبها ، وعندما وصل إلى أطراف مكة أرسل رجاله إليها ينهبوا ويسرقوا خيراتها .
وفي هذا الوقت كان عبد المطلب بن هاشم هو من يحكم مكة .
اشار عبد المطلب على اهل فريش بالقتال ثم تراجع قائلاً لأن المعركة لن تكون متكافئة وسوف تنهزم فيها قريش بكل تأكيد وترجع بعار الهزيمة .
دخول ابرهه الاشرم مكة وهزيمته
عندما علم أبرهة من هو قائد قريش قام بدعوة عبد المطلب إليه فخرج واستقبله استقبالاً حسناً، فسأله ابرهه عن حاجته فقال له عبد المطلب : حاجتي أن ترد إلي إبلي، فقال أبرهة: تكلمني في مائتي بعير أخذتها وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك وأجدادك لا تكلمني فيه، قال له عبد المطلب : أنا رب الإبل، اما البيت فله رب يحميه، ازداد غضب أبرهة ، ولكنه أعطى لعبد المطلب إبله، وقال انه سوف يهدم البيت .
ذهب أبرهة بجيشه العظيم يتقدمهم الفيل لدخول مكة ولكن الغريب أن الفيل برك ورفض أن يتحرك يخطو خطوة واحدة، وعندما تقدم الجيش قليلاً أظلم عليهم الجو وظهرت سحابة سوداء وكأنها تداهمهم، فإذا بها طيور تحمل في أقدامها حجارة من جنهم تقذفها عليهم تحصدهم حصداً، جعلتهم كعصف مأكول كما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة الفيل، وأصبحوا عبرة لمن يعتبر