الماجستير عبارة عن درجة أكاديمية خاصة بالدراسات العليا الجامعية، التي تعد مرحلة متقدمة من الدراسة بعد الانتهاء من مرحلة البكالوريوس، سواء في التخصصات العلمية أو العلوم الإنسانية، والتي تتكون بالإضافة إلى الماجستير من الدكتوراه، والدبلوم العالي، ويعود اقتفاء أثر الدراسات العليا إلى الصين القديمة، واليونان القديمة، وشبه الجزيرة العربية، والتي تعود بدايتها إلى العصور الوسطى، وبداية عصر النهضة الأوروبية، والدراسات العليا هي التي تجعل طالب العالم يتعمق أكثر في مجال اختصاصه، ويمارس فيه طرق البحث العلمي، وتختلف كل دولة وكل جامعة من الجامعات عن شروط وطريقة التقديم لدرجة الماجستير، إلا أنها تتفق على الشروط العامة والخطوط العريضة في التقديم لهذه المرحلة .
طريقة وشروط التقديم على الماجستير
إن طالب العلم الذي يريد أن يقدم على درجة الماجستير، يتطلب منه أن يوفر مجموعة من الطلبات والشروط قبل التقديم، كما يتطلب منه بعد التقديم أن يحضر نفسه جيدا لخوض هذه المرحلة، وتعد شروط الالتحاق بدرجة الماجستير العامة واحدة إلى حد ما في كل الدول، فرغم الاختلافات الخاصة بكل جامعة من الجامعات، إلا أنها تتفق على الشروط العامة الأساسية وهي :
أولا الشروط اللازمة للالتحاق
1- الحصول على درجة البكالوريوس
لابد للشخص الذي سيتقدم لنيل درجة الماجستير أن يكون اجتاز التعليم الجامعي، وحصل على درجة البكالوريوس، وتشترط بعد الجامعات ألا يقل تقدير الطالب في درجة البكالوريوس عن جيد، أو جيد جدا، أو ممتاز، بحسب ما تقره القوانين الداخلية لكل جامعة، لذا فإن على المتقدم لنيل درجة الماجستير أن يتأكد من هذا الشرط في الجامعة التي يريد التقدم إليها، ويقارنها بتقديره الجامعي، كما أن هناك بعض الجامعات التي تشترط أن يكون الحاصل على البكالوريوس منتظم في الجامعة، وليس منتسبا .
2- اختيار التخصص
لابد للشخص الذي يتقدم للتسجيل في برنامج الماجستير أن يختار التخصص المناسب له، فلا يستطيع شخص متخصص في القانون، أن يختار موضوعا في علم الاجتماع، فهذا وإن افترضنا أن الجامعة قد قبلته، فإنه سيجد صعوبة شديدة في التوافق مع هذا التخصص، وقد لا ينجح فيه، لأن مرحلة الماجستير مبنية على مرحلة البكالوريوس .
3- اجتياز اختبار التوفل
اختبار التوفل هو اختبار لمعرفة مدى تمكن الشخص من اللغة الإنجليزية، والذي ينبغي على الطالب اجتيازه، قبل أن يسجل للحصول على الماجستير، ويقوم هذا الاختبار بقياس مدى مهارة الطالب في اللغة الإنجليزية من عدة زوايا هي : الاستماع، القواعد، المحادثة، القراءة، وهذا الامتحان لا يعتمد على فكرة الرسوب والنجاح، وإنما يعتمد على فكرة النقاط، وبالتالي فإن كل جامعة تحدد عدد النقاط التي ينبغي على الطالب الحصول عليها، للتسجيل في الماجستير .
ثانيا مرحلة الدراسة
بعد أن يستوفي الطالب شروط القبول في الجامعة، ويقوم بالتسجيل فيها عن طريق تحضيره للأوراق الممطلوبة من شهادات تثبت صحة كلامه وصور شخصية وتحضير مبلغ الرسوم الدراسية، تبدأ مرحلة الدراسة، وهي لا تختلف كثيرا عن مرحلة الدراسة الجامعية الأساسية في شكلها الخارجي، وإنما تختلف في بعض الأشياء الأخرى وهي :
1- ساعات الدراسة
رغم أنه ما زال يوجد بعض الجامعات التي تتبع نظام السنوات الدراسية في مرحلة الماجستير، إلا أن أغلب الجامعات تعتمد نظام الساعات الدراسية، ويختلف عدد الساعات الدراسية المقرر لمرحلة الماجستير من جامعة لأخرى، إلا أن غالبية الجامعات تعتمد عدد ساعات يقدر بـ 33 ساعة، والتي على الطالب أن يتمها جميعا لكي يحصل على درجة الماجستير .
2- طبيعة المحتوى الدراسي
بمعنى أن التخصص في مرحلة البكالوريوس يكون تخصصا سطحيا، لا يتعمق فيه الطالب في المادة، ولكن عند البدء بدراسة الماجستير، يبدأ الطالب باكتشاف التخصص الخاص به بصورة عميقة، ويقوم بدراسته بشكل علمي قائم على التحليل والمقارنة، لكي يتعرف على جميع النظريات الخاصة بتخصصه، وجميع فروعها، مع ضرورة إبداء رأيه الشخصي بكل حرية، ونقده إذا وجد .
3- إعداد البحوث
عندما يقدم الشخص على مرحلة الماجستير فإن الجامعة تعده لهذه المرحلة، عن طريق عمل البحوث، وذلك لكي يكون مؤهلا لكتابة رسالة الماجستير في نهاية دراسته، حيث يطلب من الطالب كتابة بحث ما في موضوع معين، مع ذكر رأيه الشخصي، والنتائج التي قد توصل إليها، وبهذه الطريقة سيتعرف على قواعد البحث العلمي، لكي يكن مؤهلا لإنجاز رسالة الماجستير بصورة صحيحة .
4- رسالة الماجستير
هي آخر شيء يطلب من الطالب القيام به، وهي عبارة عن بحث كبير ومفصل، مكتوب بالأسلوب العلمي الذي قد تعلمه الطالب من خلال البحوث التي قام بها، مع ذكر رأيه الشخصي بالتفصيل، وبعد أن ينتهي الطالب من كتابة الرسالة، عليه مناقشتها أمام لجنة مختصة، وبعد عرضها تقوم اللجنة باتخاذ قرارها بقبول الرسالة أو رفضها، وهناك بعض الجامعات التي تجيز للطالب عدم تجهيز رسالة ماجستير، واستبدالها بدراسة بعض المواد الأخرى، وتقديم امتحان شامل على عدة مواد منها، عوضا عن كتابة رسالة الماجستير .