إن البنك المركزي هو المؤسسة الرئيسية المسئولة عن إقتصاد الدولة ، فالدولار الأمريكي على سبيل المثال ، المتحكم الأول فيه هو (الفيدرالي الأمريكي) ، أما اليورو المتحكم الأول فيه هو (البنك المركزي الأوروبي) ، ويتحكم (البنك المركزي البريطاني) في الجنية الإسترليني ، و(البنك المركزي الياباني ) يتحكم في الين الياباني ، و(البنك المركزي السويسري) يتحكم في الفرانك السويسري وهكذا .
ويعتبر البنك المركزي الجهة المسيطرة على إقتصاد الدولة ، حيث يدير السياسة النقدية لدولة أو مجموعة من الدول ، ينفذ سياسة الدولة النقدية ، يدبر استقرار العملة ، يعمل على خفض التضخم ومعدلات البطالة في الدولة .
دور البنوك المركزية في سوق تداول العملات (الفوركس) : تلعب البنوك المركزية دورا رئيسيا في تداول العملات العالمية “الفوركس” حول العالم ، وتعتبر من أكثر الجهات تأثيرا عليها ، حيث تقوم هذه البنوك بتنظيم العملة في دولة معينة وتضع حدود لعلاقتها بالعملات الموجودة في الدول الأخرى ، والعملات التي تؤثر على عملتها وإقتصادها بشكل خاص ، فتبذل هذه البنوك المركزية قصارى جهدها لتتلاشى التذبذب والتغير الحاد في سعر العملة المحلية الخاصة بها ، تجنبا لحدوث أي أزمات أو مشاكل إقتصادية .
كما يساعد ذلك في الحفاظ على توازن عمليتي الإستيراد والتصدير ، لذلك تؤثر البنوك المركزية التي تدخل في دائرة سوق العملات مباشرة على السوق ، ويوجد أكثر من طريق لتدخلات البنوك المركزية في سوق العملات (الفوركس) :
الطريقة الأولى : الدخول ضمن تداولات السوق مباشرة ، خلال عمليات البيع والشراء أسعار تم تحديدها سابقا .
الطريقة الثانية : الدخول بطريقة غير مباشرة ، عن طريق تنظيم حجم السيولة وتغيير نسبة الأرباح التي تنتج عن تداول العملات .
كما يمكن أن يشارك البنك المركزي مباشرة في تداولات السوق ، مما يؤثر على السعر المحلي للعملة ، وربما يكون هذا التدخل بالإتفاق مع باقي البنوك المركزية ، بهدف توحيد سياسات إقتصادية وتنفيذها في سوق التداول العالمي .
الهدف من تدخل البنك المركزي : يختلف هدف دخول البنوك المركزية في أسواق تجارة العملات (الفوركس) عن تدخل باقي المؤسسات التجارية والمالية الأخرى ، والتي يكون الربح مقصدها دائما ، ولكن الغرص الرئيسي لدخول البنوك المركزية سوق العملات هو مراقبة وتعديل سعر العملات المحلية التي يتم التداول عليها ، وخاصة عندما يكون لها تأثير مباشر لسعر عملة محددة على دولة معينة ، وبالتالي يلزم تدخل البنك المركزي لهذه الدولة حتى يمكنها السيطرة على سعر عملتها حفاظا على إقتصادها ، ونلاحظ دائما لجوء البنوك المركزية للتخفي في حين دخولها أسواق تداول العملات .
على الرغم أن الربح لا يعد الهدف الرئيسي للبنوك المركزية من دخولها عالم الفوركس ، ولكنها تلجأ للدخول متخفية وراء البنوك التجارية وأكثر من بنك في نفس الوقت، وعادة تقوم البنوك المركزية بالإتفاق مع البنوك المختلفة التي تشارك في السوق ، والتي لا ترغب في تحصيل أي معدلات خسارة ، يعتبر كل من بنوك الإحتياطيات الأمريكية الفيدرالية Federal Reserve System FED ، وبنك أوروبا المركزي European Central Bank، والبنك البريطاني أو ما يُطلق عليه “الليدي العجوز”، وأخيراً البنك الياباني Bank of Japan. أهم البنوك المركزية التي تؤثر إيجابيا بشكل رئيسي على أسواق العملات الأجنبية العالمية (الفوركس) ، بينما يعتبر آلان جرينسبان Alan Greenspan (رئيس هيئة الاحتياطات الأمريكية ) أفضل محلل في سوق تداول العملات ، عندما يكون الهدف الأساسي لدخول البنك سوق العملات هو دراسة حالة الدولة الإقتصادية .
كيفية تأثير البنوك المركزية على أسواق تداول العملات الفوركس : تتمحور صناعة الفوركس حول البنوك المركزية ، فالقرارات والتعليقات التي تتخذها البنوك المركزية بشأن سعر الفائدة تحدث أمرا في السوق في كل مرة ، وعندما تصدر الأخبار ، ينظر المتداول المحترف أولا على الخبر ، ويفكر أولا في بعض النقاط ، حيث يريد أن يعرف كيفية تأثير هذا الخبر على السوف وكيفية الإستفادة من ذلك ،وذلك لأن قرارات البنك المركزي وخاصة المتعلقة بسعر الفائدة ، تجعل السوق يتغير بصورة كبيرة ليتحرك مئات النقاط في مدة زمنية قصيرة .