منذ زمن طويل كانت العملات هي الشيء الرئيسي في بيع و شراء الحاجيات و كانت العملات متنوعة بأشكالها و أسمائها فمنها ينسب إلى أقاليم و منها ينسب إلى اسماء الملوك و الحكام الذين كانوا يحكمون البلاد فكانت تصك النقود بأسمائهم أو برسم وجوههم على العملات و كانت العملات تصنع من الذهب و الفضة و النحاس و غيرها من المعادن و مع تطور الزمن اصبح للنقود طابعا آخر و قد اصبحت تصنع كأوراق نقدية فهي بذلك أسهل على الإنسان حملها و الاحتفاظ بها
و لكن مازالت العملات هي الشيء الرئيسي لتبادل السلع و الحاجيات كما كان الناس قديماً و منذ عقود يتعاملون بتبادل السلع و البضائع و كان لكل سلعة ثمن يقايضون بها بسلعة أخرى كالدقيق بالتمر والجلود مقابل الشعير و الحنطة مقابل الابل و هكذا استمروا لزمن طويل حتى استبدلوا هذه البضائع بالعملة و من ثم بدؤوا بتداولها لشراء حاجياتهم و كان أول اسم للنقود الدرخامة أو الدرهم و قد كان الفرس هم الذين ادخلوا هذه العملة الى العرب و قد كان الخليفة عبد الملك بن مروان هو من وضع مرسوم النقود العربية و قام بتحديد العلاقة ما بين الدينار و العملة العربية و لكن بالنسبة للعصور التاريخية العربية فقد شهدت تغيرات كثيرة و تعددت أسماءها عندهم و كان هنالك أنواع من الدراهم و ذلك في أوائل العهد الأموي حيث كانوا يتعاملون بأسماء منها (درهم الطبرية – درهم السميرية – درهم البغلية)
فقد كانت الدراهم البغلية قد اسوّدت لكثرة النحاس فيها و قلة الفضة حيث صكت في عهد عمر بن الخطاب أما البغلية فكان اسمها مشتق من اسم رأس البغل و كانت تعرف بالدراهم الكسراوية و هي تزن اكثر من درهم السميرية و من درهم الطبرية
أما الدراهم السميرية فقد ضربت في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي بعد أن قام عبد الملك بإصلاح الصكوك الاسلامية و هي الدراهم العربية الخاصة الاولى أما بالنسبة لوزن السميرية فهي تزن حوالي ثلاثة أرباع البغلية
بينما تزن الدراهم الطبرية نصف درهم البغلية و الطبرية لم يظهر منها سوى النصف درهم العباسي التي ضربت من قبل ولاية طبرستان و هناك معلومات تقول بأنه اشتق اسمها من طبرستان أما في العهد الاموي تم العثور على دراهم مقصوصة توازي الدراهم الطبرية
و في عهد الامبراطور البيزنطي (مريكيوس) الذي عاش بين عام 852 و عام 1902 ميلادي وهو من نسبت إليه دراهم فضية تدعى جوراقية و هي تأخذ من كلمة موراقية و لهذا سميت بالدراهم البيزنطية و في ذلك الحين كان هنالك أنواع متعددة من الدراهم لها أسماء كثيرة و تنسب أحياناً للملوك و أحيان أخرى للأقاليم التي تصك فيها
و بعض الأحيان كانت تنسب الدراهم لشكلها فهنالك دراهم تسمى القطع المقطعة وكان سبب تسميتها بهذا الأسم لأنها لم تكن مستديرة بشكل كامل بسبب قطع جزء منها و هذه الدراهم كانت لا تقبل بكل الأحيان كما كان بزمن الحاكم بأمر الله في عام 1006 ميلادي
أما في عهد يزيد بن عبد الملك الأموي كان هناك الدراهم تسمى بالهبيرية نسبت إلى عمر بن هبيرة الي العراق
و أيضاً هناك الدراهم الكاملية نسبت إلى الملك الكامل محمد بن الملك العادل الأيوبي و صكت عام 1225 ميلادي
نذكر أيضاً الدراهم الخالدية نسبةً إلى خالد بن عبدلله البجلي ولي العراق في زمن هشام بن عبد الملك و قد استمروا بالتعامل في الدراهم الخالدية حتى عام 737
و حين عيّن بدل خالد يوسف بن عمر الثقفي صكت الدراهم اليوسفية
و من بعد ذلك اتت أسماء عملات كثيرة لا تعد و لا تحصى فكان لكل منطقة أو بلد اسم معين من العملات و نقش خاص يخص البلاد أو حكامها بهذا نأتي لختام مقالنا بعد أن ذكرنا كل هذه المسميات لعملة واحدة ألا و هي الدرهم التي تداولها أسلافنا و نحن الآن نتداولها و سيتداولها أبناءنا من بعدنا ولكن بعملات جديدة و أسماء جديدة و إلى يومنا هذا ما زالت تتنوع و تتبدل و تتغير قيمتها مع تقدم الزمن