شدا الأعلى وشدا الأسفل هما عبارة عن سلسلة جبلية تقع بالباحة، تم تصنيف شدا الأعلى كمحمية طبيعية للنباتات النادرة والحيوانات المهددة بالانقراض، بينما تميزت شدا الأسفل بالشواهد التاريخية مما يجعل من المنطقة مثل حي يجمع بين كل عوامل الجذب السياحي.

شدا الأعلى وشدا الأسفل :
شدا الأعلى وشدا الأسفل هما عبارة عن سلسلة جبلية بالباحة تقع بالقرب من مدينة المخواة وبلدة قلوة، يقع شدا الأعلى على ارتفاع 2200 متر تقريبًا عن سطح البحر بينما يصل ارتفاع شدا الأسفل إلى 1500 تقريبًا جاءت التسمية “شدا” من يشدو وهو الغناء الذي تطرب له الآذان وقيل من الارتفاع والسمو، وأيضًا قيل أنها من القوة وفي النهاية نستطيع أن نقول أن اسم شدا هو اسم لجميع تلك المعاني فهو يعبر عن الجمال والقوة والسمو والارتفاع.

وتقع تلك السلسلة الجلية وسط مجموعة من السهول المنخفضة والأودية وقد ساهم بشكل كبير ارتفاع تلك السلسلة على جذب الأمطار إلى المنطقة نسبياً واعتدال المناخ بوجه عام خاصة في الصيف، مما أدى إلى تنوع الغطاء النباتي والحيواني وجذب الإنسان للعيش بالمنطقة منذ سالف العصور.

محمية شدا الأعلى :
يقع جبل شدا الأعلى على الطريق الرابطة بين مدينة المخواة وبلدة قلوة في سهول تهامة الباحة وهي الطريق المسماه رسمياً بطريق الملك فهد، وهو عبارة عن سلسلة جبلية تم تسجيلها كمحمية طبيعية لأنها تحتوي على مجموعة متنوعة وفريدة من النباتات مثل أشجار العرعر والزيتون البري والصبار، وأشجار الليمون والموز والبن وفي الأسفل توجد العديد من المدرجات الزراعية أسفل الجبل والتي تتكسي باللون الأخضر اليانع في فصول الشتاء والربيع بعد الأمطار.

وكذلك توجد في المحمية مجوعة نادرة من الحيوانات مثل الضباع والذئاب العربية والنمر العربي وحيوان الوشق وهما من أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض في المملكة بوجه خاص والجزيرة العربية بشكل عام.

أيضا ما يميز جبل شدا الأعلى هو التشكيلات الصخرية الغريبة والتي تظهر كقباب صخرية وتجاويف عميقة وتحتوي تلك الصخور على منازل ومأوى والتي مازال العديد من تلك المنازل ينتشر على جابني الطريق الصاعد للجبل، كما يوجد بالجبل مبنى للإمارة ومدرسة ومركز صحي، ويتوفر هناك التيار الكهربائي أيضًا.

شدا الأسفل :
شدا الأسفل هو سلسلة جبلية أقل ارتفاعًا من شدا الأعلى وهذا سبب تسميتها بالأسفل، و يتميز بوجد عدد كبير جدًا من المغارات والهضاب بجانب العديد من الصخور الجرانيتية الضخمة والعديد من القرى ومنها قرية الفرع، قرية الأشراف، قرية ثعلب، قرية الروس، قرية الطرف وغيرها من القرى التي مازالت مأهولة بسكانها وبمزارعها التي تنتج محاصيل البن والدخن وغيرها من المحاصيل الزراعية التي تعتمد على الآبار والمياه الجوفية فضلاً عن مواسم الأمطار المتفرقة.

وقد وجدت العديد من الكتابات النبطية في أنحاء متفرقة من الجل وكذلك بعض الرسومات القديمة والتي تصور حياة السلاطين والتيجان على رؤوسهم في مجموعة هائلة ومثيرة تجذب السائحين وعلماء الجيولوجيا والآثار للتعرف على حياة الإنسان القديم بتلك المنطقة العامرة بالشواهد التاريخية المصورة.