يعد جبل إفرست الذي يقع، على الحدود بين الصين الشعبية، ودولة النيبال، والذي يقع أيضا ضمن سلسلة جبال الهيمالايا الموجودة بشرق آسيا، المعروفة بالعالم كله، أعلى قمة على وجه الأرض، حيث يصل ارتفاعه عن سطح الأرض إلى 9 كيلو متر، وقد تم اكتشافه من قبل الأوربيون في عام 1847م.

وبعد حسابات استمرت لعدة سنوات، تبين أن قمة جبل إفرست هي أعلى قمة بالعالم، وتم تقدير ارتفاع الجبل ب 8848 متر، ورغم صعوبة تسلق هذا الجبل بسبب درجة البرودة التي قد تصل بأماكن أشد ارتفاع به إلى تحت الصفر، إلا أنه قد وصل عدد المتسلقين لهذا الجبل 14 ألف متسلق، ولم ينجح في الوصول إلى القمة سوى أربعة ألاف متسلق فقط.

دولة النيبال، فالمواطنون هناك يسمون جبل إفرست بساجارثا، وهو يعني جبهة السماء، ومهما كان الاسم الذي يطلق عليه، ولكنه في النهاية أعلى جبل بالعالم.

مرض الملاريا هناك، هذا بالإضافة للأمطار الغزيرة الدائمة السقوط والتي كانت تحول دون تمكنهم من إتمام عملهم، ولكنهم لم يرجعوا عما خططوا له، واستمروا في البحث، حتى تمكنت البعثة في عام 1847م، من اكتشاف جبل شاهق يقع الجهة الشمالية لسلاسل جبال الهملايا.

 ولكن الظروف المناخية ظلت عائق أمامهم ، ولم تجعلهم يستطيعوا الحصول على معلومات أكثر عن هذا الجبل، إلا أن استطاع السير جورج إفرست والذي سمي الجبل باسمه بعد ذلك، من أن يتمكن من اكتشاف الجبل، واستطاع أيضا أن يحدد مدى ارتفاعه، وأعلن أن قمة جبل إفرست هي أعلى قمة جبل على الأرض، وكان هذا في عام، 1856م.

إفرست قمة الموت

رغم نجاح العديد في تسلق الجبل فيما بعد، إلا أن الجبل كان في وقت من الأوقات من الجبال المستحيل، بلوغها بسبب طرقاته الوعرة، وطقسه الذي لا يمكن لأي إنسان أن يعيش به، فالظروف المناخية وأيضا الطبيعة الجيولوجية غير مناسبة لحياة أي مخلوق وليس الإنسان فقط، والعجيب أن الكثيرون ممن حاولوا تسلق الجبل، قد ماتوا بمنطقة ما من الجبل، اطلق عليها منطقة الموت،  فقد لقى الكثير من المتسلقين حتفهم أثناء تسلقه، وفي إحدى المرات سقط 16 متسلق بريطاني الجنسية قتلى، في محاولة منهم بلوغ قمة الجبل.

وفي عام 1953م، حضرت بعثة إنجليزية، وكان قائد تلك البعثة الكولونيل، هنت ، دققت تلك البعثة في المعلومات التي وصلتها عن المتسلقين الذين كانوا قبلهم، وعن طريق تلك المعلومات، استطاعوا التوصل إلى الخطأ، الذي اتبعوه هؤلاء المتسلقين، كما أنهم استخدموا أجهزة أكثر حداثة، كأجهزة التنفس، التي تعوض عن الأوكسجين الناقص بأعلى الجبل، وفي النهاية تمكنت تلك البعثة من صعود الجبل بنجاح دون الإصابة بأي أذى.