الديك الحبشي أو الديك الرومي كما يُطلق عليه عادة، والمعروف بأنّه وجبة الولائم والمناسبات الخاصة جداً في جميع أنحاء العالم، حيث تتم تربية هذا النوع من الديوك من أجل لحومها البيضاء، وهي منتشرة بكثرة في أوروبا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية. ولكنّه غير معروف إلى يومنا هذا أصل منشأ الديك الحبشي، وتعدد التسميات له في كل بلد جعل معرفة أصله أمر غاية في الصعوبة. ولكن يؤكد الباحثون في مجال الحيوانات، أنّ الديك الحبشي أصله تركي، وذلك نظراً لتسميته في اللغة الانجليزية باسم ( تركي Turkey)، ويُقال أنّه دخل إلى أوروبا من خلال تركيا، ولازالت هذه التسمية موجودة حتى وقتنا الحالي، وتتم تربية الديك الحبشي في حقول وغابات كبيرة شمال ووسط أمريكا.
تعدد تسميات الديك الحبشي
كما ذكرنا عاليه، يتم تقديم الديك الحبشي في الولائم الكبيرة والمناسبات الخاصة، في أمريكا وكندا يُقدم في عيد الشكر، وفي أوروبا يتم تقديمه في أعياد عيد الميلاد والفصح، أمّا في الوطن العربي فيتم تقديمه في المناسبات الاجتماعية، كالأفراح والولائم العائلية. ونظراً لإقبال الناس على شرائه بكثرة خلال العام، لذلك زاد الاهتمام بتربيته، ويُعتقد أنّه يتم تربية ما يقارب أكثر من 250 مليون ديك كل سنة في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك ضمن حقول خاصة في جميع الولايات ماعدا ألاسكا. وباعتبار أنّ هذا الطائر يتكاثر بشكل كبير في الشهور الأخيرة من السنة، ما جعله الوجبة الأساسية لأعياد نهاية العام.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا يُطلق على الديك الحبشي اسم الديك التركي Turkey، حيث يُعتقد أنّ سبب التسمية هو أنّ الأوروبيين يذبحون الديك في أعيادهم، احتفالاً بالانتصار الذي حققوه على العثمانيين. ولكنّ هذه التسمية تختلف من بلد إلى آخر، فالديك الحبشي يسمى أيضاً بالديك الرومي، وذلك نسبة إلى الإمبراطورية الرومانية في جنوب شرق أوروبا، أما تسمية الديك الحبشي نفسها فهي موجودة في بعض الدول العربية.
أمّا في بلغاريا فيُطلق عليه اسم الديك المصري، وفي اليونان يسمونه الديك الغالي، وذلك نسبة إلى بلاد الغال أصل فرنسا الحالية، وفي البرتغال يُطلق عليه اسم بيرو، أمّا في روسيا فيسمى الهندي الأحمر، وذلك نسبة إلى أمريكا الشمالية، أمّا في جزر الملايو فيسمى الهولندي، بينما في هولندا والدانمارك واستونيا والنرويج والسويد وفنلندة وإندونيسيا فيمسى كلكتي، نسبة إلى إقليم كلكتا بالهند. أيضاً في فرنسا يسمى الدندي أو الهندي، وما إلى ذلك من التسميات المختلفة في جميع بلدان العالم.
فوائد تناول لحم الديك الحبشي
أولاً: يعتبر لحم الديك الحبشي ذو فائدة كبيرة، وذلك نظراً لاحتوائه على كمية قليلة جداً من الدهون والكولسترول، مقارنة بالكمية الكبيرة الموجودة في لحم الدجاج.
ثانياً: يحتوي لحم الديك الحبشي على كمية كبيرة من الفيتامينات، والأحماض الأمينية الأساسية، والتي من أهمها تريبتوفان، وهو عنصر هام جداً في تكوين السيروتونين، حيث أنّ السيروتونين يعتبر الموصل العصبي والذي يتعلق بالحالة المزاجية للشخص، ويؤثر في درجة الغضب والعنف لدى كل إنسان، وله تأثير على الشهية والتغذية والنوم، لذا يزداد الشعور بالنعاس بعد تناول وجبة الديك الحبشي.
ثالثاً: أثبتت الدراسات الحديثة فوائد مهمة لمخلفات الديك الرومي، حيث يتم استعمال هذه المخلفات بعد حرقها، في توليد الطاقة الكهربائية، وبدأت بذلك الولايات المتحدة الأمريكية منذ نهاية التسعينيات.
أنواع وأشكال الديك الحبشي
أولاً: النوع البرونزي: والذي يعتبر من أكثر الأنواع انتشاراً في جميع أنحاء العالم، وتتم تربيته في الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، فهو يتميز بلونه الرمادي البرونزي، ذو اللمعان الأحمر المعدني المائل إلى الاخضرار، وتوجد أشكال شرائط نحاسية بلون برونزي على ريش الذيل، والظهر أيضاً، وتوجد خطوط بيضاء وسوداء على ريش الجناح. ويتم معرفة الإناث منه، بسبب وجود خطوط بيضاء اللون على ريش الصدر، والإناث أقل وزناً من الذكور، حيث يبلغ وزنها حوالي 20 رطل أو 10 كيلوغرام، أمّا الذكور فيبلغ وزنها حوالي 36 رطل أو 17 كيلوغرام.
هولندا منذ مدة طويلة، ويتميز بلونه الأبيض، ووزن الذكر منه حوالي 15 كيلوغرام، ووزن الإناث حوالي 9 كيلوغرام.
ثالثاً: النوع اليلتشفيك الأبيض: تتم تربيته في أمريكا، وهو يتميز بصغر حجمه ولونه الأبيض، ووزن الذكر منه حوالي 11 كيلوغرام، أمّا الأنثى فوزنها فقط 6 كيلوغرام.
رابعاً: النوع الامباير الأبيض: وهذا النوع حجمه قريب جداً إلى النوع البرونزي، ولكن يختلف عنه فقط في لونه الأبيض، ويتميز هذا النوع بكفاءته الغذائية الممتازة.
خامساً: النوع البوربون الأحمر: تتم تربيته أيضاً في أمريكا، والجسم يكون بلون أحمر، أو أحمر مائل إلى البني، أمّا الأجنحة والذيل فهي بيضاء اللون، ويأتي بأحجام مختلفة.
وهناك أنواع أخرى من الديك الحبشي: مثل السيلست الأسود، النورفولك الأسود، والبرونزي عريض الصدر، ولم يتم التحدث عنها نظراً لإنتاجها المتدني، إذا ماتمت مقارنتها بالأنواع التجارية الأخرى ذات الإنتاج العالي.