الكثيرين قد مروا بلحظات من الفشل حتى وإن كانت لحظات وهمية، ولكن السعيد حقًا هو من تغلب على هذا الشعور وجعله دافعًا له من أجل تحقيق النجاح. ولا يأتي النجاح بالصدفة أو بضربة حظ، إنما بالعمل الدؤوب والإرادة القوية، فلا يُقاس مدى النجاح بكثرة الإمكانات الموجودة لدى الأفراد ولكن بقوة الإرادة فيهم. ولنأخذ في هذا المقال نارت بوران ( الرئيس التنفيذي لقناة سكاي نيوز عربية ) مثالًا على الإرادة في تحقيق النجاح.
من هو نارت بوران ؟
وُلد نارت بوران في عمّان بالأردن في 1/11/1967، وتخرج في المدرسة الوطنية الأرثوذوكسية في عمّان عام 1985، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإتمام دراسته الجامعية حيث تخصص في القانون الدولي وأتم دراسته عام 1989. ثم عاد إلى عمّان والتحق بماجيستير في العلاقات الدولية في الأردن.
كيف التحق نارت بوران بمجال الإعلام ؟
من الواضح أن دراسته بعيدة كل البعد عن الإعلام، ولكنه يقول أنه في عام 1990 قد دخل استوديو مع أحد أصدقائه وشعر حينها أن هذه هي البيئة التي يحلم بالعمل فيها. وبالفعل في عام 1991، تطوع للذهاب إلى تغطية الأحداث في بغداد أثناء احتلال الكويت مع وكالة ” فيزنيوز ” التي أصبحت فيما بعد تلفزيون رويترز. وقد لاحظ جميع العاملين معه حماسه مما جعلهم يسندون إليه مهمة بغداد حيث ساعده في ذلك لغته وفهمه لثقافة المنطقة العربية.
المسيرة الإعلامية لـ نارت بوران
– عمل نارت بوران مراسلًا متنقلًا من مصر من عام 1991 وحتى 1995 لتغطية الأحداث الكبرى في المنطقة العربية مثل العراق والجزائر وليبيا والصومال وكذلك الصراع الإسرائيلي في المنطقة.
– في عام 1995، قرأ إعلانًا عن وظيفة رئيس تحرير وكالة ” رويترز ” في لندن فتقدم لها وتم قبوله، فانتقل بلندن وبقي فيها أربع سنوات حتى عام 1999.
– وفي عام 2000 تولى منصب مدير عام مؤسسة الإذاعة والتليفزيون وكان يبلغ وقتها 31 عام واستمر بها حتى عام 2002.
– وقد عمل في الفترة بين 2002 – 2006 في تليفزيون أبو ظبي.
– ثم انتقل إلى رويترز في عام 2006 ليشغل منصب نائب مدير عام تليفزيون رويترز ثم مدير لقسم تليفزيون رويترز واستمر في عمله حتى عام 2011.
انتقال نارت بوران إلى قناة سكاي نيوز العربية
في فبراير عام 2011، عُين نارت بوران مديرًا للأخبار في قناة سكاي نيوز العربية، وأفاد أنه اتبع ثلاث مراحل للنهوض بالقناة، المرحلة الأولى : وهي الانطلاقة والتي استمرت عام ونصف تضمنت خلالها تعيين 300 موظف وتجهيز المبنى وفتح المكاتب واختيار العناصر الرئيسية الهامة.
المرحلة الثانية : كان الهدف منها استقرار الأمور وأن تنافس القناة غيرها من القنوات المتميزة وأن لا تكون نسخة من قناة أخرى.
أما المرحلة الثالثة : فهي رؤية القناة بعد ثلاث سنوات وما ستقدمه للإعلام بعد ذلك.
وقد أكد نارت بوران أن سكاي نيوز عربية تستقطب العديد من المشاهدين العرب بفضل محتواها وبفضل السياسة المتبعة في القناة التي تعتمد في جوهرها على التعلم والخبرة والصراحة، وكذلك أن يكون فريق العمل مرتاحًا.
ومن أشهر أقوال نارت بوران ” لم أعمل في مكان إلا وكنت فخورًا به، فعندما أعرّف نفسي أذكر المكان الذي أعمل به أولًا، وليس صفتي الوظيفية ” وبفضل هذا الاعتقاد والمبدأ، تمكن نارت بوران من الوصول إلى جميع المناصب التي شغرها، وكذلك الارتقاء بقناة سكاي نيوز عربية.