يقال أنه لن يحصل أحد على فرصة ثانية لتغيير الانطباع الأول عنه، لاسيما اللقاء الأول الذي يأتي محمل بمجموعة واسعة من المشاعر المختلفة مثل السعادة والقلق، وهناك بعض قواعد الإتيكيت التي يمكن أن تؤدي إلى نجاح هذا اللقاء، وفي الواقع فإن الأبحاث قد أظهرت أن هناك فقط 12 دقيقة لترك انطباعا جيدا في اللقاء الأول، لذلك من أجل تحقيق النجاح الحقيقي مع شخص جديد فلا شيء أكثر أهمية من اتباع قواعد الإتيكيت التالية .
1- الوصول على الموعد
بالتأكيد كان هناك الكثير من حركة المرور على الطريق في اللقاء الأول، أو ربما يصعب العثور على مكان لوقوف السيارات، أو ربما يظن الشخص أن التأخر في الموعد الأول جيد لكي لا يبدو ملهوفا أو متاحا، ومع ذلك فإن الوصول في وقت متأخر في اللقاء الأول قد يكون خطأ كبير، حيث يمكن تفسيره على أنه علامة على عدم الاحترام وعدم الاهتمام بالطرف الآخر، ويمكن أن يشير إلى أن الشخص الذي نذهب لملاقاته لا نأخذه على محمل الجد .
2- عدم الكذب
كشفت دراسة استقصائية لثمانية آلاف رجل وامرأة أن أكثر من 60 في المائة منهم يعتقدون أنه من المقبول تماما أن يكذبوا في اللقاء الأول، وقد اعترفت حوالي 40 في المائة من هؤلاء النساء بأنهن كذبن حول سنهن في اللقاء الأول، وكان ما يقرب من 15 في المائة منهن قد كذبن حول أسمائهن الحقيقية، ومن المرجح أن يكذب الرجال حول دخلهم المالي في اللقاء الأول، في حين أن الرجال والنساء متورطون في الكذب حول مهنتهم، ولكن يعد الكذب في اللقاء الأول طريقة غير صحيحة لخلق انطباع جيد .
وقد وجدت دراسة في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي، أن المواقف الاجتماعية التي يقال فيها الأكاذيب تميل إلى الافتقار إلى القرب والعمق والشعور العام بالمتعة مقارنة بالتفاعلات الاجتماعية، كما قد يؤدي الكذب في اللقاء الأول إلى تقويض الهدف في التعرف على الشخص بالفعل، كما يمكن للكذب أيضا تقويض الفرصة في تطوير علاقة عميقة وذات مغزى مع هذا الشخص في المستقبل .
3- الاستماع الجيد
إن عدم الاستماع للشخص في اللقاء الأول يمكن أن يكون له تأثير سيء، وفي الواقع إن الكثير من الناس ينتظرون فرصتهم في الكلام بدلا من الاستماع إلى ما يقال لهم، لذا فإن عدم الأخذ في الاعتبار أو الانتباه إلى ما يقوله الطرف الآخر، يجعل الأمر لا يستغرق وقتا طويلا ليشعر الطرف الآخر بأنه يتم تجاهله بشكل أساسي وصريح
لذا لإنجاح اللقاء الأول فقد حان الوقت لبدء الاستماع بكلا من العيون والأذن، وهو مفهوم يعرف باسم ” الاستماع الفعال “، هذا هو الوقت الذي تشحذ فيه الإشارات اللفظية وغير اللفظية لفهم ما يتم التعبير عنه تماما، ومن خلال القيام بذلك يمكن التواصل مع الشخص والتفاعل معه بطريقة مجدية، مع إظهار الاهتمام بما يتم مناقشته، لأن هذا يوضح للشخص أن الطرف الآخر مهتم للغاية بالتعرف عليه على مستوى عميق .
4- اتباع العادات الحسنة والأخلاق الجيدة
لترك انطباع جيد في اللقاء الأول، فيجب الاهتمام جيدا بالأخلاق والعادات الحسنة، بالرغم من أن هذا بالتأكيد لا يعني التصرف بطريقة رسمية، ولكنه يعني التصرف بطريقة جيدة ومهذبة، على سبيل المثال، يجب تجنب التحدث والفم ممتلئ بالطعام، أو التجشؤ، أو إصدار الشتائم، علاوة على ذلك، فإن الفعل البسيط المتمثل في قول ” من فضلك ” و ” شكرا لك ” يمكن أيضا أن يساعد في توضيح الجانب اللطيف في اللقاء الأول، لأنه يوضح أن الشخص مهذب ومراعي ومحترم .
5- عدم الشكوى والتذمر
سواء كان الشخص يكره عمله، أو شريكه في الغرفة، أو حتى إذا كان يكره هذا الطقس الممطر، فإن الشكوى المستمرة في اللقاء الأول هو أمر كبير من شأنه أن يؤدي على الأرجح إلى فشل اللقاء، ففي حين أن الشكوى تستخدم مع الأصدقاء والعائلة، فإن اختيار التنفيس عن المشاكل في اللقاء الأول، والتذمر حول التعرض للظلم هو النهج الخاطئ عندما يتعلق الأمر بخلق انطباع جيد، فغالبا ما ينظر إلى مقدمي الشكوى على أنهم محتاجون، وغير ناضجون، ويائسون للاهتمام، حتى إذا كانت شكواهم مبررة تماما، إلا أنه غالبا ما ينظر إلى الأشخاص الذين يشتكون بنظرة سلبية .