بابلو بيكاسو Pablo Picasso ، رسام وفنان تشكيلي ونحات اسباني ، يعد من أبرز رسامي القرن العشرين ، اشتهر بأعماله الفنية الرائعة التي تتميز بالحرفية العالية والحس الفني الراقي ، كما أنه مؤسس المدرسة التكعيبية الفنية ، اليوم سنتعرف على قصة حياة أشهر الفنانين على الإطلاق ” بابلو بيكاسو ” منذ نشأته حتى وصوله للشهرة العالمية .
الحرب العالمية الأولى أصبح لبيكاسو العديد من العلاقات لشخصيات بارزة ، من بينهم الملحن ايغور سترافينسكيفي وهو ملحن عرض الباليه ” بولشينيا ” وقد تعاون معه بيكاسو لعمل العديد من اللوحات الفنية للعرض .
وبعد الحرب العالمية الثانية بقي بيكاسو في باريس بعد احتلال الألمان لها ، وقد واجهته مشكلات بسبب فكره الفني المخالف للفكر النازي ، ولذلك لم يعرض لوحاته في تلك الفترة ، وبعد فترة بدأ يرسم لوحات جديدة مثل لوحته الشهيرة ” حياة ساكنة مع الجيتار ” ، ولوحة ” مقبرة تشارنيل ” التي رسمها في عام 1944 ، وكان يستخدم في رسوماته البرونز الذي كان ممنوعا من قبل النازيين في تلك الفترة إلا انها كان يهربها بمساعدة المقاومة الفرنسية .
متحف بيكاسو في برشلونة حاليا . وانتقل بعد ذلك إلى مدرسة الانطباعية متأثرا بالفنان غوغان وتولوز لو تريك ، ويظهر ذلك في لوحته ” المهرج ” التي توجد في متحف الميتروبوليتان في نيويورك . ثم اتخذ بعد ذلك أسلوب رمزية الاستلهام التي كانت تتسم بلوحات شبه أحادية اللون ، مثل لوحة الحياة ولوحة السماوية .
وفي الفترة الوردية ، انتقل بيكاسو إلى اللوحات العاطفية مثل لوحة المهرج والفارسات والمرأة حاملة الوردة ، والبهلوان .
وبعد ذلك بدأت لوحات بيكاسو تتخذ تعبيرا جديدا من التعابير الفنية ، وهو التعبير التكعيبي ، وكانت من أشهر اللوحات التي أظهرت هذا النوع من الفن لبيكاسو هي لوحة “نساء عاريات ” ولوحة ” آنسات أفنيون ” التي توجد في متحف الفن الحديث في نيويورك ، ومنذ ذلك الوقت انتسبت المدرسة التكعيبية للفنان بيكاسو التي أصبحت مرتبطة باسمه .
بعد ذلك بدا بيكاسو في دراسة فن النحت ، فبدأ بإنجاز العديد من المنحوتات التي استخدم فيها المعادن المقطعة والنفايات والأدوات المهمة ، مثل ” المرأة في الحديقة ” و “المينيوتر ” ومن المعروف أن هذا النوع من المنحوتات يطلق عليه ” فن التجميع” .
لقد صنفت أعمال بيكاسو إلى فترات وهي كالتالي :
الفترة الزرقاء ، من 1901 إلى عام 1904 .
– الفترة الروز ، من عام 1905 إلى 1907 .
– فترة تأثره بأفريقيا ، من عام 1908 إلى 1909 .
– المرحلة التكعيبية التحليلية ، من عام 1909 إلى عام 1912 .
– المرحلة التكعيبية التركيبية ، من عام 1912 إلى عام 1919 .
بيكاسو الكاتب والممثل :
اتجه بيكاسو إلى الكتابة في الفترة مابين عام 1935 و 1959 ، حيث كانت له أكثر من 300 قصيدة ، وكتب أيضا بعض المسرحيات مثل الرغبة التي أشعلها الذنب والفتيات الصغيرات الأربع .
وفي عام 1960 كان له مشاركات بسيطة في بعض الأفلام حيث كان يظهر بشخصيته الحقيقية كبيكاسو ، مثل فيلم وصية اوريفيوس للمخرج جان كوكتو ، وفيلم لغز بيكاسو للمخرج هنري جورج كلوزو .
آرائه السياسية :
كان بيكاسو من المناهضين للحرب العالمية ، ولكنه لم يظهر أي تحيزا لأي جهة ، وكان ضد الفاشية ، وقد انضم في عام 1944 إلى الحزم الشيوعي الفرنسي ، وفي عام 1950 نال جائزة ستالين للسلام ، وفي عام 1962 حصل على جائزة لينين للسلام ، كما أنه كان ضد الحرب الكورية وقد رسم لوحة مذبحة كوريا للتعبير عن المذابح التي حصلت آنذاك .
حياته الخاصة :
في عام 1904 ، التقى بيكاسو بامرأة بوهيمية فرنسية تدعى ” بفيرناند اوليفير ، وأصبحت فيما بعد حبيبته وهناك العديد من اللوحات التي رسمها بيكاسو لاوليفير ، وبعد ذلك التقى باولجا خوخلوفا وهي راقصة باليه اوكرانية وتزوجها في عام 1918 ، وقد كان بيكاسو يصمم لزوجته لوحات الرقصات ، وقد أنجب منها ولدا أصبح فيما بعد متسابق دراجات نارية ، وخلال فترة زواجه بها عرفته على العديد من الشخصيات البارزة في باريس من خلال سهرات العمل الرسمية والمجاملات الاجتماعية ، وفي إحدى الليالي كانت من ضمن الحضور حبيبة بيكاسو القديمة البوهيمية فيرناند اوليفير فبدأت الخلافات فيما بينهما دون أن يحدث الطلاق إلى أن توفت اولجا في عام 1955 ، وفي الفترة التي كان فيها بيكاسو على خلاف مع زوجته قبل أن تتوفى كان قد تعرف على أخرى تدعى ماري تريز والتر ، وقد أنجب منها طفلة تدعى مايا ، وبعدها تعددت علاقات بيكاسو الغرامية ، فبعد الحرب العالمية الثانية تعرف على طالبة رسم تدعى ” فرانسوان غيلوت ” التي كانت تصغره كثيرا ، وأنجب منها كلود وبالوما ، وفي عام 1964 قامت فرانسوا بتأليف كتاب عن علاقتها ببيكاسو يسمى ” الحياة مع بيكاسو ” دونت فيه معاناته مع خيانات بيكاسو المتعددة والتي جعلتها تتركه ومعها أطفالها .
وفي عام 1961 تزوج من امرأة أخرى تدعى جاكلين روك واستمرت معه حتى وفاته ، وقد أدى هذا الزواج إلى تدهور العلاقة بينه وبين أبنائه من فرانسوا لأنهم بعد هذا الزواج أصبحوا ليسوا الورثة الشرعيين لبيكاسو .
أبنائه :
– باولو ، ولد في عام 1921 وتوفي في عام 1975 ، وهو من زوجته اولجا خوخلوفا .
– مايا ، ولدت في عام 1935 ، وهي من ماري تريز والتر .
– كلود وبالوما ، من زوجته فرانسوا غيلوت .
وفاته :
توفي بيكاسو في 8/4/1973 ، في مدينة موجان بفرنسا ، حيث كان يتناول العشاء مع زوجته جاكلين وبعضا من الأصدقاء ، وكانت كلماته الأخيرة ” اشرب لي ، اشرب لصحتي ، فأنت تعرف أنه لا يمكنني الشرب أكثر من ذلك ” . وقد تم دفنه في منطقة شاتو بالقرب من أيكس ، وقد لم يحضر أبنائه كلود وبالوما من حضور جنازة أبيهما وذلك لمنع جاكلين زوجته الأخيرة من حضورهم ، وبعد فترة انتحرت جاكلين في عام 1985 .