خلفاء بني أمية ينتسبون إلى جدهم أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة، من أقرباء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم من البيوت الكبرى في قريش، وبيوت الرئاسة فيها. تأخر إسلام معظمهم إلى ما بعد الفتح إلا أنَّ منهم عثمان بن عفان، الخليفة الراشد الثالث وهو من السابقين في الإسلام. أشهر سادات بني أمية أبو سفيان بن حرب، وهو سيد قريش المطلق بعد غزوة بدر حتى الفتح

قائمة خلفاء الدولة الاموية

هذه قائمة باسماء الخلفاء الأمويين:

  • معاوية بن أبي سفيان، 661-680.
  • يزيد بن معاوية، 680-683.
  • معاوية بن يزيد، 683-684.
  • مروان بن الحكم، 684-685.
  • عبد الملك بن مروان، 685-705.
  • الوليد بن عبد الملك، 705-715.
  • سليمان بن عبد الملك، 715-717.
  • عمر بن عبد العزيز، 717-720.
  • يزيد بن عبد الملك، 720-724.
  • هشام بن عبد الملك، 724-743.
  • الوليد بن يزيد، 743-744.
  • يزيد بن الوليد، 744.
  • ابراهيم بن الوليد، 744.
  • مروان بن محمد، 744-750.

معاوية بن أبي سفيان

لقد كان طريق معاوية بن أبي سفيان إلى السلطة أقل تخضباً بالدماء من طرق معظم من أسسوا أسراً حاكمة جديدة. وكان يحس كما يحس كثيرون من المغتصبين أنه بحاجة إلى أن يحيط عرشه بالأبهة والمظاهر الفخمة، وتشبه في هذا بأباطرة الدولة البيزنطية ، الذين تشبهوا هم أنفسهم بملك ملوك الفرس. وإن بقاء هذا الطراز من الحكومة الملكية الفردية من عهد قورش إلى يومنا ليوحي بصلاحيته لحكم الشعوب الجاهلة واستغلالها. وكان معاوية نفسه يشعر بأن حكمه هذا يبرره ما عاد على البلاد في أثنائه من الرخاء، وانقطاع النزاع بين القبائل، وما بلغته الدولة العربية الممتدة من نهر جيحون إلى نهر النيل من قوة وتماسك. وكان يرى ألا سبيل إلى اتقاء النزاع الذي لابد أن يحدث عند اختيار الخليفة إذا ما اتبع مبدأ الانتخاب ، وما يؤدي إليه هذا النزاع من اضطراب وفوضى ، إلا إذا استبدل به النظام الوراثي، فنادى بابنه يزيد وليَّاً للعهد ، وأخذ له البيعة من جميع ولايات الدولة العربية.

تولي يزيد بن معاوية وحادثة كربلاء

ومع هذا فإنه لما مات معاوية و اشتعلت نار الحرب من أجل وراثة العرش ، كما اشتعلت في بداية حكمه. فقد أرسل مسلمو الكوفة إلى الحسين بن علي يَعِدُونَهُ بتأييد اختياره للخلافة إذا جاءهم واتخذ بلدهم مقراً لها. وخرج الحسين من مكة ومعه أسرته وسبعون من أتباعه المخلصين له. ولما أصبحت تلك القافلة على بعد خمسة وعشرين ميلاً في شمال الكوفة قابلتها قوة من جند يزيد بقيادة عبيد الله ، وعرض حسين أن يسلم ، ولكن من كانوا معه أبوا إلا القتال. وأصاب أحد السهام الأولى قاسماً ابن أخي الحسين وهو غلام في العاشرة من عمره، فمات بين ذراعي عمه،

ثم سقط من بعده أخوة الحسين وأبناؤه، وبنو أعمامه، وأبناء أخوته واحداً بعد واحد، حتى لم يبقَ أحد ممن كانوا معه، واستولى الرعب والهلع وقتئذ على النساء؛ ولما حمل رأس الحسين إلى الكوفة أقبل عبد الله ينكثه بالقضيب ؛ فقال له أحد الحاضرين: "ارفع قضيبك فطال والله ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع فمه على فمه يلثمه". وأقام الشيعة في كربلاء حيث قتل الحسين مشهداً عظيماً تخليداً لذكراه ، ولا يزالون حتى اليوم يمثلون في كل عام مأساة قتله، ويظهرون في ذلك أشد الحزن والأسى، ويمجدون ذكرى عليّ وولديه الحسن والحسين. كذلك ثار على يزيد عبد الله بن الزبير ، ولكن جنود يزيد السوريين هزموه وحاصروه في مكة ، وسقطت الحجارة من مجانيقهم في فناء الكعبة ، وأنكسر منها الحجر الأسود ثلاث قطع ، واشتعلت النار في الكعبة نفسها، والتهمتها عن آخرها. ثم رفع الحصار عنها فجأة ، فقد مات يزيد واحتيج إلى الجيش في دمشق. وأعقب موته سنتان سادت فيهما الفوضى وتولى الخلافة فيها ثلاثة من الخلفاء.

الوليد بن عبد الملك

جاء الوليد الأول (705-715) وفي عهده واصل العرب فتوحهم ، فاستولوا على بلخ في عام 705 ، وعلى بخارى في عام 709 ، وفتحوا أسبانيا في عام 711 ، و سمرقند في 712. وفي الشرق حكم الحجاج البلاد بحزم وجد وقام فيها بأعمال إنشائية لا تقل عما لجأ إليهِ في هذا الحكم من قسوة: فقد جفف المستنقعات ، وأصلح كثيراً من الأراضي وأعدها للزراعة ،

وأعاد فتح ما طمر من قنوات الري وأصلحها. ثم لم يقنع بهذه الأعمال فأحدث انقلاباً كبيراً في طريقة الكتابة باستعمال حركات الإعراب، وكان الحجاج مدرساً قبل أن يكون والياً. أما الوليد نفسه فكان مثلاً طيباً للحكام، يُعنى بشؤون الإدارة أكثر من عنايته بالحرب ، ويشجع الصناعة والتجارة بفتح الأسواق الجديدة وإصلاح الطرق، ويُنشئ المدارس والمستشفيات-ومنها أول مستشفى معروف للأمراض المعدية-وملاجئ للشيوخ، والعجزة، والمكفوفين ، ويوسع مساجد مكة والمدينة و بيت المقدس ويجملها، وينشئ في دمشق مسجداً أعظم من هذه المساجد وأفخم لا يزال باقياً فيها حتى اليوم. وكان يجد بين هذه المشاغل كلها متسعاً من الوقت يقرض فيه الشعر، ويؤلف الألحان الموسيقية، ويضرب على العود، ويستمع إلى غيره من الشعراء والموسيقيين، ويخصص من كل يومين يوماً للمنادمة.

سليمان بن عبد الملك

جاء سليمان بن عبد الملك (715-717)، فأضاع المال والرجال في محاولة فاشلة للاستيلاء على القسطنطينية. وسلى نفسه بالطعام والنساء ، ولم يذكره الناس بخير إلا لأنه أوصى بالخلافة لابن عمه عمر بن عبد العزيز.

عمر بن عبد العزيز

تولى عمر بن عبد العزيز (717-720) الخلافة واعتزم أن يكفر في خلافته عن جميع ضروب الفساد التي ارتكبها أسلافه من خلفاء بني أمية. فجعل حياته كلها وقفاً على إحياء شعائر الدين ونشره فتقشف في لباسه، وارتدى الثياب المرقعة حتى لم يكن أحد يظن أنه هو خليفة المسلمين ، وأمر زوجته بأن ترد إلى بيت المال ما أهداه إليها والدها من الحلي النفيسة فُصدعت بالأمر ، وأبلغ أزواجه أن واجبات الحكم ستُشغله عن الالتفات إليهن وأذِن لم شئن منهن أن يفارقنه. ولم يلتفت إلى الشعراء، والخطباء، والعلماء الذين كانوا يعتمدون في معيشتهم على بلاط الخليفة،

بل قرب إليه أتقى العلماء في الدولة وأتخذهم له أعواناً ومستشارين. وعقد الصلح مع الدول الأجنبية، وأمر برفع الحصار عن القسطنطينية وعودة الجيش الذي كان يحاصرها، واستدعى الحاميات التي كانت قائمة في المدن الإسلامية المعادية لحكم الأمويين. وبينما كان أسلافه من خلفاء الأمويين لا يشجعون غير المسلمين في بلاد الدولة على اعتناق الإسلام ، حتى لا تقل الضرائب المفروضة عليهم، فإن عمر قد شجع المسيحيين ، و اليهود ،

و الزرادشتيين على اعتناقه، ولما شكا إليه عماله القائمون على شؤون المال من هذه السياسة ستفقر بيت المال أجابهم بقولهِ: "والله لوددت أن الناس كلهم أسلموا حتى نكون أنا وأنت حراثين نأكل من كسب أيدينا". ولما أراد بعض مستشاريه أن يقفوا حركة الدخول في الإسلام بأن حتموا الختان على معتنقيه فعل عمر ما فعله القديس بولس من قبل ، فأمرهم بالاستغناء عن الختان. ثم فرض قيوداً شديدة على من امتنعوا عن الإسلام ، فحرم عليهم مناصب الدولة، ومنعهم من بناء معابد جديدة، ودامت خلافته أقل من ثلاث سنين مرض بعدها ومات.

يزيد بن عبد الملك

كان يزيد بن عبد الملك (720-724) يختلف كل الاختلاف في أخلاقه وعاداته عن عمر بن عبد العزيز. كان يزيد يحب جارية تُدعى حبيبة بقدر ما كان عمر يُحب الإسلام. وكان قد ابتاعها في شبابه بأربعة آلاف قطعة من الذهب ، وأرغمه أخوه سليمان، وكان هو الخليفة في ذلك الوقت أن يردها إلى بائعها، ولكن يزيد لم ينس جمالها وحنانها؛ فلما ولي الخلافة سألته زوجته هل بقي له شيء في العالم يرغب فيه؟. فأجابها "حبيبة" فبعثت زوجته الوفية من فورها إلى حبيبة، وأهدتها إليه،

وانزوت هي في مجاهل الحريم ويروى أنه بينما هو يلهو مع حبيبة في يوم من الأيام إذ ألقى أثناء لهوه ببذرة عنب في فمها، فاختنقت وماتت بين ذراعيه. وحزن عليها يزيد حزناً مات من أثره بعد أسبوع من وفاتها.

هشام بن عبد الملك

حكم هشام بن عبد الملك (724-743) الدولة سبعة عشر عاماً حكماً عادلاً سادت فيه السلم، وأصلح في خلاله الشؤون الإدارية، وخفض الضرائب، وترك بيت المال بعد وفاته مليئاً بالأموال. ولكن فضائل القديس قد تكون سبباً في القضاء على الحاكم: فقد منيت جيوش هشام بعدة هزائم ، وثار نقع الفتنة في الولايات ، وعم الاستياء العاصمة التي كانت تتوق إلى خليفة مبذر متلاف.